تحشيد كبير بين الشرعية والحوثي لمعركة ”كسر العظم” في نهم عقب غلق ملف الحديدة (تفاصيل هامة) |
تشير العديد من المعطيات إلى أن الحوثيين وافقوا على اتفاق الحديدة، لتحاشي سقوطها عسكريا، سيما أن القوات الحكومية كانت قد وصلت إلى مشارف الميناء، لذلك آثروا تسليمها بموجب اتفاق يضمن لهم بعض المكاسب، منها التزام الحكومة بصرف الرواتب، وتأمين الإمدادات الغذائية والدوائية إلى مناطق سيطرة الجماعة.
وفي مقابل هذا التنازل الحوثي الذي يعتبر هو الأول من نوعه، نشطت الجماعة بشكل غير مسبوق في جبهات أخرى، خصوصا تلك الواقعة شرق العاصمة صنعاء، (نهم وصرواح).
فخلال الأسابيع الماضية أطلقت القوات الحكومية عمليات عسكرية في نهم، حيث دارت هناك معارك عنيفة، لكن هذه المرة بعيداً عن أعين الإعلام، ونتيجة التعتيم الحاصل، لا تتوفر أرقام أو معلومات دقيقة لنتائج المعارك التي دارت هناك، باستثناء بعض التسريبات خصوصاً من وسائل إعلام الحوثي، التي ظلت طيلة الفترة الماضية تتحدث عن صد زحوفات للقوات الحكومية في نهم.
وما إن أعلنت الأمم المتحدة دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الإثنين الماضي في الحديدة، حتى تنفس الحوثيون الصعداء، واستغلوها فرصة لترتيب أوراقهم، في جبهات أخرى أهمها جبهة نهم شرق صنعاء.
دفع الحوثيون بأعداد ضخمة من مقاتليهم إلى صرواح مأرب، وشنوا ليلة الثلاثاء الماضي، أي بعد يوم واحد من سريان الهدنة في الحديدة، هجمات متزامنة على عدد من مواقع القوات الحكومية في هيلان صرواح، وقد كانت تلك الهجمات مباغتة فعلاً، لكن، وبحسب مصادر عسكرية لم يتمكن الحوثيون من تحقيق أي تقدم استراتيجي مهم، في مقابل الأعداد الكبيرة من القتلى الذين خسروهم.
كثف الحوثيون هجماتهم خلال اليومين الماضيين في صرواح، وخرج متحدث عسكري باسم قواتهم، بتصريح قال فيه إنهم سيطروا على 90 بالمائة من صرواح، وهو التصريح الذي لا يعدو عن كونه محاولة لرفع معنويات مقاتلي الجماعة بعد حالة الارتباك التي خلفها قبول قيادتها باتفاق الحديدة.
ويسعى الحوثيون من وراء هجوم صرواح، لإرباك القوات الحكومية التي أطلقت عملية عسكرية مفاجئة في نهم، كون صرواح بمثابة مؤخرة عسكرية للقوات المرابطة هناك.
تأكيدا لذلك قال مصدر مقرب من الحوثيين ، إن تحركاتهم في صرواح، تهدف لتخفيف الضغط على جبهة نهم، مشيراً إلى أن الجماعة رفعت من مستوى الاستنفار في أوساط مقاتليها لمواجهة تصعيد القوات الحكومية هناك.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن جماعة الحوثي أطلقت حملة تحشيد هي الأكبر منذ بداية الحرب، في مختلف مديريات محافظة صنعاء، لجمع المقاتلين وإرسالهم إلى جبهات القتال شرق العاصمة.
المصدر قال أيضا إن الحوثيين يحضرون أيضا لعمل عسكري واسع في نهم، لافتا إلى أنهم قاموا بإرسال تعزيزات كبيرة، ولا يزالون يجمعون المقاتلين، بما في ذلك الأطفال، وإرسالهم إلى هذه الجبهة.
وأضاف أنهم هذه المرة جمعوا المشرفين والأمنيين، والمرشدين، وكذا العناصر المكلفة بأعمال غير عسكرية في مناطق محافظة صنعاء، وقاموا بإرسالهم إلى نهم، في إشارة إلى مخطط حوثي كبير هناك.
ومن الواضح أن الحوثي، يسعى للتعويض عن خسارته في الحديدة، بتأمين أقرب جبهة للعاصمة صنعاء، ولعله يخطط لتطويق نهم، من خلال السعي لقطع الطريق الرابط بين مأرب وجبهة نهم، في الوقت الذي يحشد مقاتليه بأعداد هائلة إلى جبهة نهم، لخوض معركة انتحارية هناك.
يمكنك الدخول الى موقع المشهد اليمني لقراءة الخبر من المصدر
إرسال تعليق