هجوم عنيف على المبعوث الأممي وأنباء عن تعرضه لعملية ‘‘ابتزاز’’ وصحيفة تسرد (التفاصيل) |
أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، الخميس، أنهم سيشاركون في مفاوضات السلام المنتظر عقدها مطلع ديسمبر القادم، لكنهم واصلوا الضغط على المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ملوّحين بإفشال مساعيه للحلّ السلمي.
وقال القيادي الكبير في الجماعة محمد علي الحوثي على حسابه على في تويتر إن وفد جماعته «سيكون هناك في السويد» في الثالث من ديسمبر «إذا استمر ضمان الخروج والعودة الآمنة (للوفد) ووُجدت المؤشرات الايجابية التي تدلّ على أهمية السلام لدى الأطراف الأخرى».
واتهم رئيس الوفد الحوثي محمد عبدالسلام، الخميس، غريفيث بالعجز وفقدان الرؤية والإطار السياسي للحل السلمي، حسب تعبيره.
وقال في حوار أجرته معه صحيفة تابعة للميليشيات الحوثية إن جهود المبعوث الأممي مازالت تنحصر «في إطار الكلام وتبادل النقاش وتقديم الوعود»، مشيرا إلى أن «الحديث عن قضايا جزئية تحت عنوان خطوات بناء الثقة تعد ذرا للرماد في العيون».
وتشير تصريحات عبدالسلام التصعيدية التي تسبق موعد المشاورات بفترة وجيزة إلى سعي الحوثيين لانتزاع مكاسب سياسية، تحت ضغط التهديد بتكرار موقفهم في مشاورات جنيف3.
واستبقت تصريحات بريطانية أي محاولة لتأجيل المشاورات، ووجه السفير البريطاني لدى اليمن الذي تلعب بلاده دورا محوريا في دعم جهود المبعوث الأممي، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوفد الحوثي للمشاورات.
وكتب مايكل آرون تغريدة على تويتر، الخميس، موجهة إلى محمد عبدالسلام قال فيها “لقد حجزت رحلتي وسوف تقام مشاورات السويد التي يقودها المبعوث الأممي، أتطلع إلى رؤيتك هناك مترئسا لوفدكم”، وأضاف “الحل السياسي هو السبيل للمضي قدما وهذه المشاورات تعتبر خطوة كبيرة لتحقيقه”.
ووصفت تغريدة السفير البريطاني بأنها رسالة للحوثيين بأن تخلفهم عن مشاورات السويد لن يكون مقبولا، أو محاولتهم إملاء شروط جديدة، قد تتسبب في إجهاض نتائج التحركات البريطانية التي أفضت إلى إبرام هدنة إنسانية في الحديدة.
وأكدت تصريحات رئيس الوفد التفاوضي الحوثي عن خلافات غير معلنة مع المبعوث الأممي، ومحاولة للضغط على غريفيث الذي يخشى من أن تؤول مشاورات السويد إلى ذات الإخفاق الذي لحق بمشاورات جنيف3 نتيجة لتخلف الوفد الحوثي عن الحضور.
وقال عبدالسلام إن المبعوث الأممي ارتكب خطأ كبيرا عندما دعم تأخير القرار الداعي إلى وقف الحرب بعدما أبلغ الحوثيين به، وربط القيادي الحوثي مشاركة جماعته في مشاورات السويد بتقديم غريفيث لما وصفه “مشروعا منطقيا وعمليا للحوار السياسي الشامل”.
ويسعى الحوثيون لإقناع المجتمع الدولي بضرورة إلغاء القرار 2216 والتراجع عن تأييد المرجعيات الثلاث التي تصر عليها الحكومة الشرعية وخلق مرجعيات جديدة يقولون إنها تعبر عن الواقع على الأرض.
وفي تعبير عن الخلافات التي تعصف بكواليس الإعداد لمشاورات السويد، نفت متحدثة باسم مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن صحة الأنباء التي أوردها السفير البريطاني في اليمن عن تحديد موعد عقد المشاورات القادمة مطلع ديسمبر القادم.
وتوقع مراقبون أن يكون النفي الأممي على صلة بالتصعيد الحوثي الجديد، الذي عبرت عنه تصريحات رئيس الوفد الحوثي للمشاورات التي أطاحت بكل رسائل الطمأنة الإيجابية التي نقلها غريفيث بعد كل زيارة له إلى صنعاء ولقاءاته بزعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي.
وعلى صعيد التمثيل في مشاورات السويد، أكدت مصادر سياسية لـ“العرب” مشاركة الحكومة اليمنية بذات الوفد الذي ذهب إلى مشاورات جنيف3، بينما رجحت تغيير الحوثيين لقائمة وفدهم وتقليص عدد المشاركين من حزب المؤتمر (جناح صنعاء)، خشية تسرب أعضاء الوفد وطلبهم اللجوء السياسي أو انشقاقهم وانضمامهم إلى الشرعية.
ومن جهة أخرى وبالتزامن مع زيارة يقوم بها إلى صنعاء وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك تستغرق ثلاثة أيام، جدد الحوثيون رسميا اعترافهم بخرق التهدئة وإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية، حيث أعلنوا عبر موقعهم الرسمي عن إطلاق دفعة من صواريخ “بدر1 بي” الباليستية على مدينة نجران السعودية.
وفي توقعاته حول مشاورات السويد المرتقبة، أشار الباحث السياسي اليمني فارس البيل في تصريح لـ“العرب” إلى أن المشاورات القادمة في ظل الدفع الدولي والبريطاني تحديدا تكشف عن رغبة في تحقيق إنجاز دبلوماسي في حلحلة المشكلة اليمنية. ولفت البيل إلى أن سقف هذا الإنجاز لا يتعدى مجرد التقاء الأطراف، حيث سيعتبر المبعوث الدولي هذا نجاحا له، بعد الإخفاق السابق لجنيف ومن قبله الملفات التي أراد تحقيق اختراق حقيقي فيها منذ تولي مهمته، أهمها ملف الحديدة الذي لا يزال محل شد وجذب.
واعتبر البيل أن سقف النجاح للمفاوضات القادمة ضئيل، عدا عن مجرد الاجتماع، خصوصا وأن المبعوث الأممي لم يحدد نقاط تفاوض جدية، بل سيطرح على الطرفين نقاطا للنقاش حولها، وربما عليهم أن يحددوا أطر النقاش بأنفسهم كما صرح من قبل.
وأضاف البيل “سيذهب الطرفان بناء على رغبة دولية وهذا أمر متفق عليه. لكنهما يذهبان بعدم رغبة في إنجاز أيّ شيء، الحكومة لن تتنازل عن محددات الحل لديها والحوثي لن يذهب ليسلّم بما يطلب منه، وبالتالي فلا نقاط تقاطع يمكن التعويل عليها لأن تخرج المشاورات بنسبة نجاح ما. وستكون المحصلة جولة جديدة في ماراثون الإخفاق التفاوضي بناء على ضعف الإعداد الأممي وعدم وضوحه، وتبعا لتعنت الحوثي المستمر والتراخي الدولي إزاءه مع اطمئنانه لعرقله التقدم العسكري ضده. وفي الطرف الآخر تحاول الحكومة أن تساير الضغوط الدولية لكنها لن تنصاع للتنازل”.
يمكنك الدخول الى موقع صوت اليمن لقراءة الخبر من المصدر
إرسال تعليق