إرتفاع مذهل للريال اليمني و«مأرب برس» يكشف سر «التعافي المفاجئ».. «تحسن حقيقي» أم «حيلة»..؟ |
شهد الريال اليمني، خلال الأيام والساعات الماضية، تحسنًا قياسيا في قيمته أمام سلة العملات الأجنبية، بعد سلسلة من الانتكاسات المتتابعة، خلال السنوات الأربع الماضية، حيث انحدر إلى أدنى مستوى منذ اعلان الجمهورية اليمنية في الستينيات من القرن الماضي، حيث هبطت قيمته إلى 800 ريال للدولار الواحد.
مصادر مصرفية في العاصمة صنعاء، والعاصمة المؤقتة عدن، قالت لـ«مأرب برس»، ان «الريال اليمني يواصل تعافيه بشكل مستمر»، مؤكدة ان سعر الدولار تراجع، مساء اليوم الأربعاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني، الى 470 ريالا للدولار الواحد، بعد ان كان أمس الأثنين، بـ490 ريالا.
وأشارت الى ان سعر الريال السعودي تراجع ايضا الى 125 ريالا، بعد ان كان بـ135 مساء أمس الاثنين، متوقعة ان يتراجع سعر الدولار الى 400 ريالا نهاية الأسبوع الحالي.
سر التعافي
مصدر مسؤول في البنك المركزي اليمني، أرجع سر التعافي الكبير في قيمة الريال، الى «تحركات الحكومة اليمنية على نحوٍ أكثر جدية، في احتواء الأزمة الاقتصادية التي تتسع هوتها مع مرور الوقت.
وقال المصدر المسؤول لـ«مأرب برس»، ان «تحسّن سعر الريال في مقابل الدولار والعملات الصعبة الأخرى مؤشّر إيجابي نتيجة تعزيز الثقة في السياسات والإجراءات التي اتّخذها المصرف المركزي أخيراً».
وأكد أن «تبسيط إجراءات الحصول على تمويل استيراد المواد الأساس بالدولار من الوديعة السعودية وطلب ريال يمني مقابلها، إضافة إلى فتح الاعتمادات المستدينة ورفع سعر الفائدة إلى 27 في المئة وتكوين احتياط نقدي بمبلغ 500 بليون ريال ()، كلّها إجراءات عزّزت قدرة المصرف المركزي على إدارة السياسة النقدية والحدّ من المضاربة».
رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، بدا متفائلا ومتحمسا للتحسن الكبير في قيمة العملة، مشيرا الى ان «موضوع السياسة الاقتصادية والنقدية أعاد الثقة نوعا ما»، وقال: «النظام البنكي كان على وشك الانهيار وأتكلم عن قطاع البنوك التجارية، الآن دور البنك المركزي وأدواتنا تحسنت هذا يعكس بصورة سريعة أثرا سريعا على المواطن».
تحذيرات وشكوك
ورغم كل هذه الأسباب الحقيقة التي تقف وراء التحسن في سعر الريال اليمني، الا أن مراقبون وخبراء اقتصاديون شككوا في ان تكون تلك الأسباب هي السبب في هذا التعافي الكبير، محذرين من يكون هذا التحسن مجرد «حيلة كسابقاتها لسحب العملة بأقل سعر ومن ثم يعاود الإرتفاع».
وقال الخبراء لـ«مأرب برس»، ان هناك أيضا «مضاربة وسحب للعملة الصعبة» تقف وراء ذلك التحسن، داعية الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني لـ«حماية المواطنين».
ودلل الخبراء على شكوكهم بالقول: «ما نلاحظه هو انخفاض في سعر الشراء من المواطن، مع توقف البيع له او البيع بسعر مرتفع»، مشيرين الى ان أغلب المصارف ترفض بيع الدولار والريال السعودي، كما ترفض تسليم الحوالات الخارجية بالعملة الأجنبية.
السلع وتعافي الريال
وعن سر استمرار التجار في البيع بالسعر السابق، وعدم تأثر السلع والمواد الغذائية بتحسن سعر الريال اليمني، فقد أرجع أحد خبراء الاقتصاد ذلك الى عدم «طمأنينية التجار من استمرار تعافي الريال ولا حتى من استقراره عند مستوى ما وصل إليه مؤخرا».
وأشار الخبير الاقتصادي الى ان التجار «سيبدأون بخفض الأسعار بشكل تدريجي، وحذر، حتى يتأكدون من استقرار أسعار الصرف، ولو لفترة زمنية كافية لاسترداد قيمة بضائعهم التي يبيعونها بعد تخفيض أسعارها تماشيا مع انخفاض أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني».
وأضاف: «وعندما يطمئن التجار أكثر بشأن استقرار أسعار الصرف فحينها سوف يخفضون أسعار سلعهم إلى المستوى الذي انخفضت به أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني».
إرسال تعليق