الخطأ الذي قتل علي عبدالله صالح |
قال بنبرة يائسة "خذلنا علي عبدالله صالح"، كيف؟، قال كنا ننتظر منه موقف صريح ضد الأوغاد ذولا (يقصد الحوثيين)، قلت له يا فندم، أنت حاليا معهم، وبتتولى تجميع المقاتلين وإرسالهم، قال من الآن، ما عاد معنا إلا نقاتل معهم، كنا منتظرين موقف قوي، والناس منتظرين هذه اللحظة، لكن أحبطونا بالموقف الضعيف، والخطاب الضعيف للزعيم في ميدان السبعين، وقال أيضا إن من حضروا السبعين كانوا على استعداد لحمل البنادق ضد الحوثي، لكن ما حصل جعلهم محبطين، وأنا منهم "يقصد نفسه".
المهم، لاحقا توجه "محمد عبدالحق"، للمخا، وتولى مهمة هناك، ثم عينوه قائدا للواء 201 مشاه ميكا في تعز ومنحوه رتبة لواء، إلى أن قتل في جبهة الصلو مطلع فبراير 2018.
الكثير مثل هذا القائد العسكري، كانوا ينتظرون الفرصة للانقضاض على الحوثيين، ضمن مشروع وخطة متكاملة، وكانوا يعتقدون بما لا يدع مجالا للشك، أن لدى "علي عبدالله صالح" تلك الخطة، وأنه من المستحيل أنه لم يقم باحتياطاته، وللأسف كانوا جميعا مخطئين.
الكثير من القادة والمشائخ والمسؤولين المحسوبين على "صالح" أصابتهم خيبة أمل، بعد أن اكتشفوا أن الحوثي فعلا بات متجذّرا بعد أن أَضاع صالح فرصته التاريخية في 24 ديسمبر، وهو ما حولهم إلى تجمع هائل للمحبطين، الأمر الذي سهّل على الحوثيين استقطابهم..
قُتل محمد علي عبدالحق بنيران الجيش والمقاومة في جبهة الصلو، مقاتلا تحت راية الحوثي، وقتل علي عبدالله صالح بنيران الحوثي، وانخرط المئات وربما الآلاف من القادة والمشائخ والوجهاء والمسؤولين الكبار والصغار ضمن مشروع الحوثي، كخيار وحيد، بعد أن صدموا بما حدث، أقصد بعد مقتل "صالح".
مصادر مقربة من "صالح" والمؤتمر أشارت إلى أنه فعلا كان يعتزم إطلاق شرارة الثورة ضد الحوثيين في 24 أغسطس 2017، لكن الحوثيين لجأوا للمراوغة والخبث، وطلبوا من زعيم حزب الله "حسن نصر الله"، التدخل لتخفيف التوتر بينهم وبين "صالح"، وفعلا "نصر الله" تدخل وتمكن من إقناع "صالح" بوقف التصعيد، مقابل تعهده بإلزام الحوثيين بتنفيذ كل طلباته، ووقف كل الممارسات التي تستهدف المؤتمر..
"حسن نصر الله" منح الحوثيين فرصة تاريخية، بتدخله آنذاك، إذ أن التهدئة التي التزم بها "صالح"، أصابت قواعد المؤتمر وقادته والكثير - كما ذكرنا - بخيبة أمل، بينما اتخذ الحوثيون منذ ذلك الحين، قرارا بتصفية صالح، وشرعوا بالتهيئة لذلك بخطط خطيرة، منها فرض حصار تدريجي على مربع نفوذه بصنعاء، وكذا قيودا على تحركاته، وصولا إلى محاصرته في مربعه السكني، وفرض محددات على تحركاته ومقابلاته وغيرها، كما ذكر "أبو علي الحاكم" في خطابه الذي ألقاه قبل مقتل صالح، في جمع من مشائخ وقيادات حزب المؤتمر، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على التأمين على كل كلمة كان ينطق بها "الحاكم".
رحم الله علي عبدالله صالح، ورحم الله العميد محمد علي عبدالحق، وغفر لهما.
كمال السلامي
*من على حساب الكاتب على موقع "فيسبوك".
يمكنك الدخول الى موقع المشهد اليمني لقراءة الخبر من المصدر
إرسال تعليق