علقت الإمارات رسميا ولأول مرة، الجمعة 4 مايو/أيار 2018م، على تحركاتها الأخيرة في جزيرة سقطرى واحتلالها للمطار والميناء في ظل تواجد الحكومة اليمنية هناك.

وقال وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على حسابه على “تويتر” رصدها “مأرب برس” ان ”علاقة بلده بسقطرى تاريخيا“، الأمر الذي اعتبره مراقبون تحديا صريحا للحكومة الشرعية.

وقال قرقاش في تغريدته ”‏إكتشف البعض جزيرة سقطرى مؤخرا ومن باب الطعن في التحالف العربي والإمارات، لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها“.

وأضاف: ”وفِي محنة اليمن التي تسبب فيها الحوثي سندعمهم في إستقرارهم وطبابتهم وتعليمهم ومعيشتهم“.

ويأتي تعليق الإمارات، بعد ساعات من تشكيل لجنة عسكرية سعودية ووصولها إلى جزيرة سقطرى، للاطلاع على التحركات الإماراتية هناك.

وأثار حديث قرقاش حفيظة المتابعين والمسؤولين اليمنيين، حيث رصد ”مأرب برس“، عدد من الردود الغاضبة والمستنكرة لما أسموه ”الإحتلال الإماراتي“.

فقد علق محافظ محافظة المحويت والوزير السابق الدكتور صالح سميع على تغريدة قرقاش، وخاطبه بالقول: ”‏‎إعلم أيها العربي الوافد، أن النبش في التأريخ سيفضحك ويفضح من وراءك ، وسيخرجك من المولد بلا حنبص“.

وأضاف سميع: ”فتكلم عن الجغرافية الساسية المعاصرة ، ما لم فسنضطر إلى القول بأن الجغرافية التأريخية ستجعل إماراتك جزءا من عمان واسمها الساحل العُماني ، وإنكارك لهذه التسمية مستحيل“.

من جانبه، رد مستشار وزارة الإعلام والسكرتير الصحفي لرئاسة الجمهورية مختار الرحبي، متسائلا: ”‏‎وهل من تربطه علاقة تاريخية وأسرية بسقطرى يرسل دبابات ومدرعات وضباط ليسيطرون على الميناء والمطار في وقت يتواجد فيها رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة؟“.

وأضاف الرحبي: ”هل تقبل معالي الوزير ان يتم ذلك في أحد اماراتكم؟“، مطالبا قرقاش بـ”الاعتراف بأن ما يقومون به خطأ كبير وخروج عن أهداف التحالف الذي جاء لدعم الشرعية“.

في غضون ذلك، كتب وزير الشباب اليمني نايف البكري على موقع تويتر اليوم الجمعة إن "التفاف أبناء الوطن حول الحكومة الشرعية في محافظة أرخبيل سقطرى" كشف أن "اليمنيين سيصونون أرضهم وجزرهم وسواحلهم ولن يفرطوا في ذرة تراب".

وكانت مصادر محلية أكدت تمركز قوة إماراتية ترافقها مدرعة عسكرية بشكل مفاجئ على بوابة ميناء سـقطرى، بعد سيطرة قوات إماراتية أيضا على مطار الجزيرة.

وتسارعت الأحداث في سقطرى بعد وصول تلك القوات الإماراتية إلى مطار الجزيرة بشكل مفاجئ أمس الأول الأربعاء بدون تنسيق مع الجانب اليمني، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وعشرة وزراء للجزيرة منذ السبت الماضي.

وقالت مصادر إن أربع طائرات هبطت في مطار سقطرى، وعلى متنها أكثر من مئة جندي إماراتي وأربع مدرعات وأسلحة مختلفة.

واعتبر سكان محليون الخطوة الإماراتية إهانة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، حيث طردت القوات الإماراتية القوات اليمنية المكلّفة بحماية المطار وانتشرت في أرجائه.

لجنة سعودية

وقال مصدر في السلطة المحلية بسقطرى إن القيادة السعودية شكلت لجنة من مسؤولين سعوديين للنزول إلى الجزيرة ومعاينة الوضع هناك، وخلت اللجنة من أي مسؤولين في الحكومة اليمنية بعد أن رفض الإماراتيون ذلك.

وحسب مصدر محلي آخر، فإن محافظ الجزيرة فهمي محروس كلف وكيل المحافظة بالنزول إلى المطار واستقبال اللجنة، إلا أن القوات الإماراتية منعت الوكيل ومعه مجموعة من القيادات المحلية ومديري عموم المكاتب التنفيذية من دخول المطار.

يشار إلى أن زيارة رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر إلى سقطرى ومعه عشرة وزراء وقيادات عسكرية وأمنية اعتبرت سعيا لتأكيد سيادة الحكومة الشرعية على سقطرى، لا سيما بعد أن رفع ناشطون مطلع مارس/آذار الماضي تقريرا إلى الرئيس هادي تضمن اتهامات للإمارات ببسط سيطرتها الكاملة على المحافظة واستغلال ثرواتها.

ووفق سكان ومراقبين فإن قوات الإمارات تتصرف في سقطرى كما لو أنها جزء من أراضيها، مما يعتبر إهانة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليًا

مارب برس

إرسال تعليق

 
Top