الفعالية التي اقامتها جماعة الحوثي لتشييع جثمان الصريع صالح الصماد رئيس مايسمى بالمجلس السياسي والذي لقى مصرعه اثر غارية جوية دقيقة لطيران التحالف العربي ، الفعالية كشفت عدة حقائق أهمها كالتالي
:  - الحضور في ميدان السبعين كان ضعيف وخافت وضئيل رغم كل الجهود الذي بذلتها جماعة الحوثي في الحشد مستخدمة اساليب الترغيب والترهيب ، واقتصر تصوير الكاميرات على جانب واحد فقط من الميدان محاولة استخدام الدبلجة والتكثيف ولكنها فشلت ، وهذا ما يدل على الاحباط الكبير والتراجع الشعبي واخفاق دفع الجانب الجماهيري الذي سببه مقتل الصماد والذي أثر على الجماعة في كل المستويات ، وجعلها محبطة ومدوخة جماهيرياً واعلامياً ومنكسرة معنوياً ، وذلك الحضور الخافت هو عبارة عن عناصر حضرت مكرهة وهي في الحقيقة تكره الصريع ولا تحبه ، ولو كان مقتل الصماد غرس دافع ايجابي حماسي ومعنوي ، لكان الحضور يملأ شوارع صنعاء ، ولكانت الحشود مسلحة ترفع السلاح ويدوي صوتها بالهتافات
. - اقامة صلاة الجنازة على جثمان الصماد ورفاقه داخل جامع الصالح ، يدل ايضاً على قلة الحشود والحضور ، فالصلاة في الجامع كانت وسيلة لاظهار الحاضرين بشكل مكثف عند حصرهم في داخل الجامع ، ولو كان الحشد كبير لتمت الصلاة في ساحة الميدان وهو ما سيظهر الحشود بشكل كبير ومظهر ملفت وامتداد واسع ، خاصةً وان الصلاة ترتب الحاضرين في الصفوف وتنظمهم في الوقوف وتباعد بينهم في المسافات كالمسافة التي بين الصف والصف . - اتضح طائفية جماعة الحوثي وافتضح سوء امرها العقائدي والفكري امام الشعب اليمني ، فبعض الذين يهتفون ويردد الحاضرين بعدهم ، كانوا يهتفون بعبارات شيعية خطيرة استبعدوا فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام وجعلوه في آخر المطاف ، فالذي كان يهتف ويرد الحاضرين خلفه كان يقول
:  لا إله إلا الله  علي ولي الله  لا إله إلا الله  فاطمة أمة الله  لا إله إلا الله  الحسنين صفوة الله  وظل يردد هكذا حتى انتبه له احد الذين بجواره وهمس اليه بأن يذكر محمد رسول الله فقال في النهاية  لا إله إلا الله محمد رسول الله  فالرجل بدأ بعلي ثم فاطمة ثم الحسنين في هتافه بعد لفظ الجلالة ولم يذكر الرسول محمد إلا في النهاية بعد تذكيره من احد الذين كان بجواره ، فكان ذكره للرسول من باب خشية ان يغضب عليه ويستنكره الناس وليس حباً في حبيب الخلق ونبي الحق محمد رسول الله عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، ولو كانت جماعة الحوثي تحب الرسول وتقتدي به وتلتزم بسنته ، لكان ذلك الذي يهتف يقرن اسم الرسول ويبدأ به في اول هتافه بلفظ الجلالة ولم يبدأ فيه بذكر علي ثم فاطمة ثم الحسنين .
- التقطت الكاميرا بشكل مفاجئ في حال عدم انتباه المصور او غير مركز صور لبعض الحاضرين وهم يحملون حزم من صور الصماد ، وكانوا يوزعون الصور للحاضرين ليرفعوها ولكن الحاضرين رفضوا استلام الصور ورفعها ، وهذا ما يدل على عدم اقتناع الحاضرين بالحضور وحبهم للصماد وتأييدهم للجماعة . من جهة اخرى التقطت الكاميرا صور لبعض الحاضرين وهم يرفعون صور الصماد داخل جامع الصالح ، وهذه مخالفة كبرى ، فلا يجوز رفع اي صورة لأي بشر في المسجد على الاطلاق ، ولم يحدث في تأريخ اليمن منذ بداية فجر الاسلام ان تظهر اي صورة في مساجدها لأي بشر
 - اجمل ما اعجبني في فعالية تشييع الصماد ، هو قيام احد الحاضرين ليمسك المكرفون ويقرأ سورة الفيل في اول حديثه ، وهذا الرجل جعلني اشك انه يؤيد الشرعية والتحالف ، كون ذكر سورة الفيل وقراءتها علنا امام الملأ في موضع كهذا يخدم الشرعية والتحالف ، وكأنه شبه جماعة الحوثي باصحاب الفيل ، والطير الابابيل هي طيران التحالف ، وترميهم بحجارة من سجيل اي ترميهم بالصواريخ ، فجعلهم كعصف مأكول اي ان الصواريخ التي استهدفت الصماد ورفاقه جعلتهم ممزقين مقطعين !!!  على العموم فعالية تشييع الصماد كانت سلبية للغاية بالنسبة لجماعة الحوثي ، فلقد كشفت ان الحوثي وجماعته بعد مقتل الصماد اصبحوا فاشلين جماهيرياً وشعبياً ، وملخبطين ادارياً ، ومخبوطين اعلامياً ، ومنهارين معنوياً

المصدر

إرسال تعليق

 
Top