تقرير ووثائق هي الأخطر.. صدمة مرعبة في أوساط اليمنيين والمتحوثيين بعد الكشف رسميا عن فضيحة التحالف الوثيق وعلاقة لم يتوقعها أحد بين الحوثيين وإسرائيل
كشفت  وثائق تاريخية إسرائيلية، حقائق الصفقات السرية التي أبرمها النظام الإمامي في اليمن مطلع ستينات القرن الماضي مع الكيان الإسرائيلي لمواجهة ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة التي أطاحت بحكم الإمامة الاستبدادي المستند إلى مزاعم الحق "الإلهي في الحكم".

وقد تمكن الكاتب البريطاني والصحفي بصحيفة "الإندبندنت" دوف هارت ديفيس، من كشف جانب مهم من تلك الوثائق عن صفقات الإمامة الكهنوتية في اليمن مع إسرائيل واللقاءات التي جرت بين الجانبين في كتاب أصدره تحت عنوان "The War That Never Was" (الحرب التي لم تكن).

وتؤكد الوثائق أن عصابة الإمامة الكهنوتية لم تجد حرجاً في التحالف مع إسرائيل من أجل إطالة استبدادها وتسلطها علی رقاب اليمنيين بعدما ثاروا ضدها.

وبحسب الوثائق، فقد ذهب الأئمة للتحالف مع الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين في فترة المد القومي، لكن كان لافتاً أنهم طلبوا بأن يبقی تواصلهم وصفقاتهم مع إسرائيل طي الكتمان.

ويقول الكاتب البريطاني هارت ديفيس في عرضه للوثائق الصهيونية عن اللقاءات التي أجرها وسطاء بين مسؤولين إسرائيليين مع وزير خارجية الحكم الإمامي أحمد الشامي للتمهيد لتلك الصفقات "وعندما سأل "جيم" السيد "الشامي" عما إذا كان من الممكن أن يأتي بإسرائيل إلى اليمن (للمشاركة في الحرب ضد الجمهورية)، أجاب الشامي وزير خارجية المملكة المتوكلية آنذاك: "نعم، موافقون، ولكن لا تخبر أي أحد، وتوخَ الحذر!!".

ويذكر الكاتب ديفيس في كتابه «الحرب التي لم تكن» (« The War That Never Was «) أن مستشار المرتزقة الأوروبيين نيل بيلي مكلين زار تل أبيب والتقى رئيس الموساد الإسرائيلي عاميت مائير وحصل منه على التزام بتزويد الملكيين والمرتزقة بالأسلحة والذخائر".


ويؤكد أن تلك اللقاءات والاتصالات توجت بإبرام الصفقة سراً بين أحمد الشامي وزير خارجية الملكيين يومذاك، وأحد قادة المرتزقة الأجانب بإشراك جيش إسرائيل في نقل وإنزال الأسلحة إلى بقايا فلول الملكيين.

ويشرح المؤلف ذلك بالتفصيل في الصفحات من 138/158 من الكتاب، الإجراءات التنفيذية للصفقة التي عقدها الشامي مع إسرائيل لنقل السلاح إلى الملكيين بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي والتي تمت "بنجاح كبير".

ويقول: "في الرحلة الأولى تحركت الطائرة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من تل أبيب وبرعاية كاملة من موشى ديان وزير الدفاع يومذاك، وكان اسم قائدها Major Arieh Oz والذي شرح خط الرحلة بمحاذة البحر تجنباً للمرور فوق الأجواء الأردنية والسعودية، حتى تمكنت من التحليق بأمان فوق اريتريا وجيبوتي وبحر العرب شرقاً حيث تم الإنزال في المكان المحدد بالبراشوت في نهاية شهر مارس من عام 1964 في ظروف صعبة، ثم توالت بعد ذلك الرحلات".

وفي تعليقه على ما كشفه الكتاب البريطاني من حقائق، يقول سفير اليمن لدى لندن الدكتور / ياسين سعيد نعمان "فقط للتذكير بأن التهريج لا يصنع بطولات.. تاريخ ملغوم بفساد الطوية!!".

ودعم السفير نعمان تعليقه بنشر بعض صفحات الكتاب مرفقة بالترجمات علی حسابه في (الفيس بوك).

وكان يوسي ميليمان رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) قد أكد في وقت سابق تلك الصفقات والتعاون العسكري السري بين الملكيين في اليمن وإسرائيل.

وأفاد ميلمان في مقال نشرته النسخة العبرية لموقع "بوست" الإسرائيلي أن رئيس الموساد السابق مئير دغان، لعب دورا كبيرا في إبرام تلك الصفاقات كون "جهاز الموساد بحكم صلاحياته وحدوده التنفيذية هو المسؤول عن تنسيق العلاقات مع الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".

وفي أول إقرار رسمي صهيوني بتلك الصفقات ودعم إسرائيل للإمامة الكهنوتية في اليمن، نقل ميلمان عن ناحوم أدموني، رئيس جهاز الموساد الصهيوني (1984-1988) قوله "إن (إسرائيل) قدمت منذ العام 1964 الأسلحة والعتاد لقوات الإمام بدر، حاكم اليمن الذي أطاح به الثوار اليمنيون المدعومون من جمهورية مصر العربية بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر".

وكشف أدموني في اعترافاته أن"(إسرائيل) استغلت تدخلها في اليمن من أجل الدفع بعملائها لجمع معلومات استخبارية عن الجيش المصري والفصائل الفلسطينية".

وبين أن أحد هؤلاء العملاء كان باروخ مزراحي، الذي اعتقل في اليمن وتم تسليمه لمصر، حيث تم إطلاق سراحه في صفقة تبادل عام 1972.

وأوضح رئيس جهاز الموساد الصهيوني أنه كان على علاقة بالتنسيق مع الملكيين على أرض اليمن بصفته أحد قادة وحدة "تبل"، وهي وحدة في الموساد مسؤولة عن العلاقات السرية مع الدولة التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وقال "الذي قاد عملية نقل السلاح لقوات الإمام بدر هو العقيد آرييه عوز"، مبينا أنه على الرغم من خسارة قوات الإمام بدر المعركة في اليمن، إلا إن (إسرائيل) حققت انجازاً كبيراً من خلال استنزاف قوات الجيش المصري في اليمن، وهو ما مكن جيش الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق نصر سهل في حرب 1967".

ولفت ميلمان إلى أنه قد صدر كتابان يوضحان تفاصيل مهمة حول أسرار تلك الصفقات وهما، كتاب: " The War That Never Was " (الحرب التي لم تكن)، لمؤلفه هارت ديفيس، وكتاب "هوة سحيقة" لمؤلفه موشيه رونين.

صحيفة «هآرتس» العبرية نشرت من جانبها بعض الوثائق من الأرشيف المركزي الإسرائيلي والتي أكدت أن إسرائيل سيرت على مدى عامين من حرب اليمن رحلات لدعم الملكيين في هذا البلد ضمن عملية عرفت باسم (Porcupine Operation).

وكان الكاتب المصري محمد حسنين هيكل قد أكد في توثيقه للثورة اليمنية تلك الصفقات. وقال "إن إسرائيل أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين".

وتحاول جماعة الحوثي -ذراع إيران في اليمن- إخفاء حقائق تحالفات الإمامة الكهنوتية في اليمن مع الصهاينة، تحت شعارها الزائف (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) سعياً لإعطاء بعد قومي يغلف مشروعها الخبيث لإحياء فكر الإمامة العنصري في القرن الحادي والعشرين.



يمكنك الدخول الى موقع الهدهد أون لاين لقراءة الخبر من المصدر


إرسال تعليق

 
Top