طفل جنّده الحوثيون يروي قصته في جنيف

أكد طفل يمني (13 عاماً)، من ضحايا التجنيد الإجباري لدى ميليشيا الحوثي، في شهادة حول هذا الأمر على هامش الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في مدينة جنيف السويسرية، تعرّض الأطفال في صفوف الميليشيا الحوثية للضرب والضغوط النفسية والقتل والإصابات والإعاقة والرقابة، إذ تجبرهم الميليشيات على العودة للقتال كلما حاولوا الهرب.
وعرضت حكاية هذا الطفل، الذي أعيد تأهيله ضمن مشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين الذي يدعمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، كنموذج على هامش الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة حالياً في مدينة جنيف السويسرية، وهي قصة واحدة من بين قصص آلاف الأطفال اليمنيين الذين انتهكت براءتهم وزجت بهم الميليشيات في جبهات قتالها وحربها العبثية، سواءً بالإقناع أو الإجبار.
فيلم قصير 
وعرض التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، هذا الفيلم القصير لقصة رياض في ندوة نظمها حول تجنيد الأطفال على هامش الدورة، حيث تحدث الطفل اليمني رياض (13 عاماً)، المجند السابق لدى ميليشيات الحوثي، عن عملية تجنيد الأطفال وكيفية إقناعهم بالقتال وتدريبهم على استخدام مختلف الأسلحة. 
وبحسب إحصائية التحالف، تم رصد 305 حالات تجنيد أطفال ارتكبتها الميليشيات من يناير حتى 15 يونيو 2018، تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً. كما لاحظ أن 902 من الأطفال الذين جندهم الحوثيون عام 2017، قتل منهم 268 وجرح 58 آخرون في المعارك، إضافة إلى وقوع 122 طفلاً منهم أسرى لدى قوات الحكومة اليمنية الشرعية، لافتاً إلى أن 454 طفلاً لا يزالون يقاتلون في صفوف الميليشيات.
وأشارت المحامية هدى الصراري، العضو في تحالف «رصد»، إلى أن ميليشيات الحوثي جندت منذ مطلع العام الحالي 305 أطفال يمنيين في 14 محافظة منها صنعاء وذمار وحجة والأمانة وصعدة وإب. وأضافت أن مصير الأطفال المجندين هو سقوط 70% منهم قتلى في المعارك، و8% جرحى، و13% ما زالوا على جبهات القتال، وتتراوح أعمار الأطفال المجندين ما بين 10 إلى 17 سنة. 
وبيّنت الصراري أن ميليشيا الحوثي تجنّد الأطفال وتزجّ بهم كوقود للحرب عبر استغلال الظروف الاقتصادية بسبب الحرب منذ عام 2014، كما تقوم باختطافهم من أسرهم أو التغرير بهم. ثم تخضعهم لدورات تدريبية دينية طائفية لغسل أدمغتهم.
30 % 
من جهتها كشفت الباحثة اليمنية في الحقوق والحريات ليزا البدوي أن نسبة الأطفال المجندين في صفوف ميليشيا الحوثي يقدر بنحو 30%، وذلك وفق دراسة ميدانية أجرتها مؤسسة «وثاق» العاملة في مجال الرصد. 
وأفادت الباحثة فــــي حديثها خلال ندوة بجنيف ضمن فعاليات الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان، حول تجنيد الأطفال في اليمن، بأن الدراسة أظهرت أن 80% من الأطفال ينخرطون في التجنيد بسبب الأوضاع الاقتصادية والحاجة للمال، مضيفة أن الأسباب العقائدية تشكل 10% من التعبئة التي تقوم بها ميليشيا الحوثي بين صفوف الأطفال.

إرسال تعليق

 
Top