كشف تقرير ميداني نشره موقع قناة "فوكس نيوز" عن تناول الحوثيون الكبتاجون - وهو صنف شبيه بالمخدرات ويعد من الأدوية المحظورة Fenethylline، والذي غالباً ما يتم تصنيعه في لبنان (الحوثيون تربطهم علاقة قوية مع حزب الله اللبناني) ومن ثم يتم تهريبه.

وأضاف التقرير الذي أعدته الصحفية هولي ماكاي أنه كان يجري استخدام المخدرات تحت قيادة داعش، لإبقاء المقاتلين الشباب صامدين لا يخافون اثناء تنفيذ الهجمات، بحسب الصحفية التي عملت على تغطية معارك داعش في العراق.

نص التقرير

تشق مجموعة متفرقة من الجنود الذين يكسوا وجوههم الارهاق واثار تقلبات الطقس في منظر يوحي بالحصيلة المكلفة للحرب، طريقها عبر مسار ترابي ضيق ومتعرج خلال التضاريس المسننة لجبال نهم لمطاردة مخابئ العدو، وذلك فقط على بعد 13 ميلاً إلى الشرق من مركز مدينة صنعاء الذي يسيطر عليها الحوثيون.

حيث ينشد الجنود الموالون للرئيس الذي يقيم في الخارج للحكومة اليمنية عبد ربه منصور هادي الأغاني الوطنية في ساحة المعركة بينما يضعون نصب اعينهم على مطار صنعاء المدمر والذي يبعد عنهم لمسافة.

وقد تحدث القائد يحيى الحاتمي الذي يقود مجموعة من الشبان في المنطقة لـ "فوكس نيوز" خلال زيارة للخطوط الامامية للمعارك هناك: قائلا "إننا نتعرض لنيران كثيفة كل يوم" مضيفا "لا بد أنهم استيقظوا للتو. . . يمكنك سماع الاصوات المدوية".

حيث ان تلك الاصوات المدوية هي بلا شك اصوات قذائف المدفعية القادمة التي يبدو أنها لا تفعل الكثير لإشعال مجموعة المقاتلين المتصلبين هناك.

وعلى الرغم من أن المعركة لا تزال بعيدة عن انتصار لأي من الجانبين، فإن جبل نهم يحظى بأهمية قصوى في سعي القوات اليمنية الذي طال أمده لاستعادة عاصمة بلادهم صنعاء التي استولت عليها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في سبتمبر / أيلول 2014 مما أدى إلى قيام تحالف بقيادة السعودية بدعم حكومة اليمن المعترف بها دوليًا للشروع في حملة قصف جوية أدانتها بشدة جماعات حقوق الإنسان وحكومات دولية عبر العالم.

وقال الحاتمي "إنهم ينامون حتى الظهيرة ثم يبدأون في مضغ القات" متحدثا عن روتين الحوثيين اليومي في مضغ شجرة القات المنشطة المفضلة في اليمن على نطاق واسع. واضاف القائد "ثم يتحركون بعد ذلك".

لكن القات، على ما يبدو ليس المادة الوحيدة المنتشرة في ساحة المعركة اذ انه وفقاً للعديد من القادة العسكريين اليمنيين والعاملين في المجال الطبي فإن الكبتاجون - وهو صنف شبيه بالمخدرات ويعد من الأدوية المحظورة Fenethylline، والذي غالباً ما يتم تصنيعه في لبنان ومن ثم يتم تهريبه - يجري استخدامه أيضاً في مختلف خطوط القتالية الامامية للمتقاتلين حيث كان الأمر تحت قيادة داعش. لإبقاء المقاتلين الشباب صامدين لا يخافون اثناء تنفيذ الهجمات.

واكد القائد العسكري الحاتمي بالقول "ذلك فعلا موجود اضافة للسحر واضاف "مما يجعل المقاتلين الشباب يعتقدون أنهم محميون ضد جميع الطلقات النارية".

وتفيد معلومات استخباراتية وفقاً للقوات العسكرية في محافظة صنعاء، أن "غير المتعلمين والفقراء" تجري التضحية بهم من قبل الحوثيين ليحملوا السلاح وفي العديد من الحالات بجعلهم يعتقدون بأنهم يقاتلون "أمريكا وإسرائيل، لا مواطنيهم اليمنيين.

بالإضافة إلى ذلك تم زرع ما يقدر 60الف لغم أرضي في أطراف مدينة صنعاء مما يؤدي إلى إزهاق أرواح وأطراف أولئك الذين يجرؤون على الفرار.

وقد اختطفت قوات الحوثيين في ??اليمن وأرغمت الاطفال بعنف على القيام بمهام عسكرية مختلفة كما يعتقد بأن العديد من الجنود الأطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي.

وفي إحدى الحالات، التي جرى توثيقها بصور فوتوغرافية لـقناة فوكس نيوز الامريكية خلال إيجاز صحفي بخصوص عمليات اجلاء وعمليات انسانية هذا الأسبوع من قبل وزارة الدفاع السعودية فقد قامت فتاة تبلغ من العمر 3 سنوات تدعى جميلة بقص شعرها بحيث اصبحت تشبه صبيا أثناء عملية إنقاذ نفذتها وحدة حماية الطفل بالوزارة حيث تم تجنيد جميلة لاستخدامها كدرع بشري لأولئك الذين يزرعون المتفجرات.

وفي حين أنه ليس بالإمكان التحقق من تلك الحالة بشكل مستقل فإن العديد من المسؤولين العسكريين والنشطاء والسكان في المنطقة يتحسرون على أن الأطفال - بما في ذلك فتيات الصغيرات في حالات نادرة - يتم دفعهم قسراً إلى استخدام هذه الأساليب القاتلة.

وقال القائد الحاتمي "نعرف أن الحوثيين أصبحوا أضعف لأنهم يحاولون الآن التجنيد من المدارس والمنازل بالقوة".

وكان المتمردون الحوثيون قد سيطروا على مرتفعات جبال نهم سابقا قبل أن تستعيدها القوات اليمنية في معركة مريرة منذ ثمانية عشر شهراً، ومع ذلك بعد ثلاث سنوات ونصف تقريباً من اندلاع النزاع فبالرغم من ان صنعاء لاتزال قريبة جداً الا ان دخولها لايزال صعب المنال ايضا.

ومنذ بداية الحرب اتهمت الأمم المتحدة كلا الجانبين بشن هجمات قاتلة تنتهك القانون الدولي حيث تجاوز المدنيون وطأة الأضرار الجانبية.

ومع ذلك، يصرّ الحاتمي على أن السبب الذي جعل قواته تتحرك يمينا وشمالا على طول التلال الصعبة والخطيرة، وادي الى توقف التقدم الى الأمام للسيطرة على صنعاء، هو أولاً وقبل كل شيء لحماية القرويين القريبين من التعرض للقتل وسفك الدماء.

في غضون ذلك وخلال الساعات التي لا نهاية لها ما بين المواجهات وانتظار نشوب القتال، يتشارك الجنود الصغار ذكرياتهم في صنعاء. حيث يتذكر أحد الشبان الزمن الذي قضاه خلف القضبان بعد أن قبض عليه قادة حوثيون وهم يلتقطون الصور بعد وقت قصير من استيلاءهم على المدينة في عام 2014 حيث بعد مرور عام واحد من فترة التعذيب أصاب صاروخ المنشأة التي كان معتقلا فيها وتمكن من الفرار وسط حالة الفوضى.

اما بالنسبة للبعض الاخر فيتحدثون عن الأصدقاء والعائلة بين أولئك الذين "اختفوا" في الفراغ المظلم للمنطقة التي تعيش حالة العنف.

وفي الوقت المناسب واثناء الميل الكلي للشمس بعد الظهر تم رصد هدف حوثي قريب حيث يصعد جنديان، يكادان طفلين في هيئتهما على متن المدفع المضاد للطائرة ZPU-2 المركب على شاحنة، والتي تتكون من اثنين من KPV 14.5 ملم. ثم تبدأ المدافع الرشاشة الثقيلة بإطلاق النار.

في غضون دقائق، يرد الحوثيون بالانتقام بجولات قادمة من تلقاء أنفسهم ويتدافعون باتجاه القشرة الجبلية الصلدة

 وعلى الرغم من القتال العنيف والمتواصل لا يلبس الحاتمي ورجاله دروعًا في الجبال – حيث يقولون إنه يبطئ من حركتهم- ولا يحميهم سوى بنادق من طراز AK-47 وايمان عميق بالله.

 ويقدر الحاتمي أن ما يقرب من 13000 من مقاتليه اليمنيين قد قتلوا جراء المواجهات منذ بداية الحرب في 2015. حيث على الرغم من أن ذلك مؤلم، إلا أن القائد يزعم أن ذلك العدد اقل بكثير من عدد قتلى الحوثيين الذين سقطوا في الصراع.

ويتباهى الحاتمي بالقول "في الشهر الماضي قتلنا ما لا يقل عن 1200 من الحوثيين وقد قتلنا عشرات الآلاف منذ البداية" واضاف "لكن العدد لا يهمنا فنحن نعتبرهم مثل العبيد. إن الشعب اليمني شعب مسالم، لكن ما يرمز اليه الحوثيون هو الموت والدمار".

ومع ذلك فإن الحوثيين - أو "أنصار الله" كمان يسمون أنفسهم - لديهم وضع مختلف بشكل ملحوظ من جانبهم في ظل تخندقهم في المدينة وضواحيها. ومع تمتعهم بحماية من قبل قبائل محلية تحمي محيط المدينة فقد أوضحت الجماعة المتمردة أنها لا تنوي الاستسلام ببساطة. وتؤكد قيادتها أنهم انما يقاومون الفساد الحكومي المتفشي وصعود الجماعات المسلحة السنية الإسلامية التي توسعت تحت قيادة هادي.

ولكن كلما طال أمد الحرب، كلما دفع المزيد من المدنيين ثمن ذلك. وقد أدى النزاع حتى الآن إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص مما أدى إلى ترك قطاعات واسعة من السكان على شفا المجاعة كما قتل أو جرح أكثر من 13000 شخص غير مقاتل بالإضافة الى ان الحرب قدمت لوحة مفعمة بالمتفجرات لفرع القاعدة القوي في اليمن تمكنه من القيام بهدوء بإنشاء قاعدة لعملياته.


يمكنك الدخول الى موقع مأرب برس لقراءة الخبر من المصدر

إرسال تعليق

 
Top